▪ انحدار الأنمي 《 الجزء الثاتي 》.
▪ التكرار :
كاتب يدعى جوزيف أصدر كتاب في سنة "1946" تحت عنوان "البطل بألف وجه" الكاتب درس قصص الأساطير اليونانية وقصص البوذا و السيد المسيح، ووجد بأن اغلب القصص لديها 12 خطوة محددة تحدث في أغلب هذه القصص.
- تحدث للبطل أشياء غريبة ثم يتلخبط ثم يذهب لأخذ النصيحة من الحكيم، وبعدها تبدأ قصته، أغلب الأفلام المشهورة بالأخص الخيالية تتبع نفس النهج اثناء تنوالهم للقصة .
- أحيطك علما أن شركات الإنتاج يعرفون معرفة تامة برغباتنا كمستهلكين، يضعون أموالا كثيرة في صناعة فيلم أو أنمي على سبيل المثال، لا توجد شركة ترغب في الخسارة لذلك تجدهم غالبا يلتجئون للعمل المضمون، للسيناريو المضمون الذي سيعطيهم أرباح طائلة أيا كان مستوى الإبداع .
- لك أن ترى تشابه قصص أفلام الأبطال الخارقين، نفس السناريو في أغلب الأفلام، لكن رغم ذلك تجدهم في طليعة أكثر الأفلام تحقيقا للأرباح، المتابعين أعجبهم فيلم ما، اعطه جزء تاني و ثالث وهكذا، سلسلة "fast and furious “ بها 8 أجزاء، تقريبا جلها بنفس السيناريو والمستهلك يعجبه ذلك .
- نحن البشر بصفة عامة نحب التكرار وليس لدينا مشكل معه، وشركات الإنتاج تعرف هذا جيدا .
▪ ما علاقة هذا بالأنمي و شونين جمب ؟
- لم تعد شونين جمب تلك الشركة الصغيرة المحررة لقصص تحمل في طياتها خيال هائل يثير الكبير قبل الصغير، الشركة حاليا أحد اكبر الشركات على المستوى المحلي والفكر الرأسمالي دخل إليها بل تغرس فيها، لذا أصبح من المفروض على أغلب الكتاب العمل بنمط معين من القصص، بل اذا لم يكن في قصتك منافس للبطل سيتم إجبارك على وضعه في القصة، أيضا وأصبحت أيديهم تطأ أحداث القصة، وكثر استعمال جسد المرأة كوسيلة للجذب بشكل كبير في آخر السنوات .
- سابقا ذكرت أن أنميات كون بيس وناروتو والبقية، أثروا على الجيل التالي وأصبحنا نلاحظ شخصيات عبارة عن نسخ ولصق من تلك الشخصيات والسبب كما ذكرت سالفا أن الكتاب لازالوا مولعين بتلك الشخصيات، هذا صحيح لكنه نصف الجواب، النصف الآخر هو أن شونين جمب لم تعد مستعدة للمغامرة نهائيا، الناس يحبون البطل غبي ومنبوذ ومنافسه عكسه، اذن كرر السيناريو وطبقه في جل القصص، الشيء الذي جعل الكثير من المانغاكا بدأوا ينسحبون من المجلة، فليس الجميع مستعد للتخلي عن مبادئه في سبيل المال .
- هذا المجال صحيح أن له عوائد مادية الا ان كل كاتب يحب أن يرى قصته تنشر كما تخيلها هو وليس كما يريدها الناشر، وكأمثلة عن ماذكر نجد انمي بلاك كلوفر الذي تحمس له الكثير في البداية، لكن في نهاية المطاف لاحظوا أنه نسخة مكررة في بعض الجوانب من الأنميات الكبيرة، لكن الناشر لايهمه النمط المكرر، همه الربح فقط و العقل الياباني وان كان منضبط ومثابر ومتخلق، الا انه ذو ذوق بسيط من جهة ومنحط من جهة اخرى، تجده يصر على قراءة نفس النمط مرارا وتكرارا دون كلل او ملل والناشر يستغل هذا اسغلالا تاما .
- الناشر لن يخسر أمواله في قصة نفسية درامية،الأمر بالنسبة له مغامرة، هو لا يعرف تقديم قصة ممتازة تبقى خالدة وان لم تحقق أرباحا طائلة، النظام الرأسمالي يعرف المال فقط ولاشيء غيره، الشيء الذي سيعجلنا نرى تكرار في القصص لأن المنافسة أصبحت من ناحية الربح وليس الجودة، ون بيس فقد الكثير من بريقه، لكن رأيك لاوزن له، طالما يحقق لهم أرباح كبيرة سيظلون يحلبون في القصة حتى تجف من آخر قطرة، وسيبحثون عن قصة مماثلة كي يرتفع هامش الربح .
▪ يجب أن نفهم أن هذا التكرار ليس وليد الصدفة، بل هو دراسة من الناشر حول ماذا يحب المتابع، يعرفون نمط القصص المفضل لدى الأغلبية وان كان ذوق هاته الفئة ليس برفيع المستوى .
▪ زبدة القول .
التكرار، غياب الروح،انتاج انميات كثيرة، قلة الرسامين،استغلال جسد المرأة،الناشر والكاواينس،
في نظري كلها عوامل جعلت هذا المجال يتراجع شيئا فشيئا مع توالي السنوات، لم نعد نحس ان الكاتب و المخرج و الناشر ألفوا ذلك العمل من القلب، بل تفكيرهم الشاغر هو تحقيق العائدات، ذلك الأنمي الذي سيفرض على اليابانيين تغيير نمطهم في القصص، كذلك تغيير فكر الناشر لم يظهر بعد، وإن ظهر لا يجب البقاء فيه مدة طويلة بدون ظهور انمي اخر يكسر النمط والا هو الآخر سيصبح مملا بكثرة التكرار.
▪ وبهذا نكون قد أنهينا هذا الموضوع المثير للإهتمام أتمنى أن أكون قد تطرقت لجميع الجوانب المبهمة و أن تكون فكرتي واضحة لكل من يهتم أو يهمه الأمر .
#رفيق دربكم أمين#
تعليقات
إرسال تعليق